)
 عثمان مولين الفنان الصاعد يتخلّى عن تخصصه المهني لاحتراف البندير

أخبار اليوم| عثمان مولين الفنان الصاعد يتخلّى عن تخصصه المهني لاحتراف البندير

عثمان مولين الفنان الصاعد يتخلّى عن تخصصه المهني لاحتراف البندير

عثمان مولين    الفنان الصاعد يتخلّى عن تخصصه المهني لاحتراف البندير

عمار السعيد


الجمعة 28 أكتوبر 2016 -15:18| 405 |


صاحب "البندير" ومغني العيوط والمهندس مولين.. كلها أوصاف عرف بها عثمان مولين، الشاب الرباطي، الذي لم يتخيل يوما أن مسار حياته سينعطف سنة 2014 في اتجاه الغناء الشعبي الذي يتلذذ بكلماته ويطرب بإيقاعاته، بعد أن قضى 7 سنوات من الدراسة بين كلية العلوم وبين معهد الإدارة والدراسات العليا بالرباط واشتغل بعدها في تواصل المؤسسات وتسيير الأعمال. أما عن الهندسة التي نسب إليها، فلا يعدو الأمر كونه كلام الناس لا يقدم ولا يؤخر ولا يعكر نقطة من صفوه، كما بدا على محياه.

عندما تخلى الشاب ذو الثلاثين ربيعا عن مهنته من أجل عيون البندير ومن أجل متعته الشخصية، غناء العيطة، وبالضبط "عيطة الحاجة حليمة"، التي يعشقها مولين، ويصيخ السمع لها تماما مثل إيقاعات الأوبرا وموسيقى "شارل أزنافور"؛ رحب جميع أفراد أسرته بالقرار، ولم يعربوا عن قلقهم على مستقبل ابنهم، المفتخر بفنه والسعيد بحياته التي لم تؤثثها امرأة بعد.

"أنا لست فنانا، ولا أغني من أجل تقديم الإضافة إلى الفن الشعبي، أو من أجل الربح المادي؛ ولا حتى الشهرة".. يقول مولين عن نفسه، مجيبا عن سؤال موقعه الحالي داخل مجال الغناء، الذي أكد دخوله إليه من أجل المتعة وحب العيطة.. ذلك اللون الموسيقي الذي تكرر على مسامعه مرارا في الأعراس الرباطية، ليصير بلوكه الشبابي ولحيته الكثيفة وطريقته المختلفة تماما عن رجالات العيطة المخضرمين ظاهرة جديدة في الغناء الشعبي.

العديدون ممن صنعوا شهرة عثمان، عبر تعليقاتهم وتفاعلهم مع فيديوهاته، هم أيضا من وجّهوا إليه سهام النقد وعبارات اللوم جراء اختياره التخلي عن مهنته الأولى من أجل العيطة، التي بقدر ما تبهج القلوب تبقى غير مقبولة لارتباطها الوثيق بالحمولة السلبية لـ"الشيخات".

وزادت حدة الانتقاد لما عُلم لدى الجميع أن الشاب، الذي يمسك بالبندير ويصدح صوته بعديد من الأغاني الشهيرة في ريبتوار فن العيطة، يحصل في سهرة واحدة على أكثر من راتب شهري لموظف أو وزير.

"عندما سمعوا أنني طلبت 7 ملايين كمقابل للغناء في إحدى الحفلات، قام أحدهم عبر موقع التواصل الاجتماعي بإخطار مديرية الضرائب.. حيت قاليك لا أدفع مستحقاتي إلى الدولة" يقول عثمان مولين، بنبرة ساخرة، هو الذي يتمتع بروح مرحة تطبع تعامله مع الجميع، مؤكدا أن الأمر يتعلق بشائعات لا أساس لها من الصحة، قبل أن يوضح: "طلبت ذلك المبلغ، لأن السهرة كانت في مدينة أكادير التي يتطلب التنقل إليها مصاريف. أما بالنسبة إلى الرباط، فالأمر أقل من ذلك بكثير".

قبل حوالي السنة، اختار "صاحب البندير" تعزيز مساره في الغناء بعد أن تخلى بشكل نهائي عن عمله كمكلف بالتواصل والتسيير في إحدى المؤسسات، واختار أن يكوّن مجموعة موسيقية ويعمل على تطوير أدائها بشكل مستمر عبر "بروفات" لرفع إيقاع طرب العيطة ومعه حماسة ضيوف المناسبات التي يحييها، والتي غالبا ما تكون خاصة بزبناء معروفين.

أما عروض الغناء لجمهور الشاشة أو المهرجانات، فهي مرفوضة في الوقت الراهن بمبرر غياب التفاعل مع جمهور التلفزيون حسب ما عبّر عنه الرجل؛ ما يعني أن ظاهرة "مهندس الشعبي" ستظل حكرا على مواقع التواصل الاجتماعي.

إن ما يجعل "المهندس مولين" متميزا في حضوره بفن العيطة ليس فقط جمعه بين سروال الجينز والبندير أو حتى مساره الاستثنائي من دراسة الأعمال إلى الغناء؛ بل علاقته بآلات الموسيقى الشعبية، هو الذي اتخذ من البندير رفيقا ومن "الطعريجة" مساعدة تعينه على تقديم نفسه والترويج لصورته، بعد ما اختار أن يجعلها بطاقة شخصية للتعريف بدل ورقة جافة، معلنا بذلك تشبثه بفنه الأصيل، بل بفن المغاربة جميعا.

partager

تعليقات الزوار


أضف تعليقا

اسم كاتب التعليق:
البريد الإلكتروني:
عنوان التعليق:

آخر الأخبار